كان الإسلام وما زال هدفًا للمشككين والمكذِّبين؛ بإلقاء الشبهات و إثارتها، وليس هذا بالأمر العجيب، فهو من لوازم المعركة القديمة بين الحق والباطل، لكنَّ عصرنا الحاضر شهد ارتفاعًا كبيرًا في حجم ونوع هذه الشبهات، ولعل من أهم أسباب ذلك أن الإسلام دين شامل لكافة مناحي الحياة؛ فالإسلام ليس مجرد عقيدة أو مذهب يهتم بالفضائل وتهذيب الروح فحسب، بل هو إلى جانب ذلك يضع للحياة نظامًا متوازنًا وعادلً وشاملً ومرنًا، في كافة المجالات؛ التشريعية والفكرية والتعليمية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها؛ وعند مقارنة ما جاء به في هذه المجالات بغيره من الأديان والمذاهب والأنظمة فإن الكفة ترجح لصالحه بلا شك، ومن هنا صار خطرًا عليها، فأصبح محط تركيز المغرضين من أتباعها الذين راحوا يتربصون به، رغبةً منهم في إضعافه أو القضاء عليه.